السفيرة ليندا توماس غرينفيلد
الممثلة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة
نيويورك
29 تشرين الثاني/نوفمبر 2022
الكلمة بحسب إلقائها
شكرا سيدتي الرئيسة، وأتوجه بالشكر أيضا إلى المبعوث الخاص بيدرسون ومساعد الأمين العام غريفيث على إيجازيهما. أود أن أركز تصريحاتي اليوم على أربع تحديات ملحة في سوريا، ألا وهي تعثر الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي والحاجة إلى وقف إطلاق نار على مستوى البلاد والأزمة الإنسانية الحادة والحاجة الملحة إلى تجديد تفويض الآلية العابرة للحدود.
نشير في البداية إلى الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص بيدرسون لإعادة عقد اجتماعات اللجنة الدستورية. كان ينبغي أن يتم ذلك منذ وقت طويل بغرض التوصل إلى حل سياسي لهذا الصراع بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254. نأمل أن يشاركنا زملاؤنا الروس هذا الهدف، إلا أن أفعالهم تشير إلى خلاف ذلك إذ تواصل روسيا عرقلة التقدم من خلال الاحتجاج على تفاصيل عشوائية، فتوفر هذه الاحتجاجات غطاء لنظام الأسد الذي يبدو سعيدا جدا بالحفاظ على الوضع الراهن. يستحق الشعب السوري أفضل ما يكون بعد أن عانى الكثير من الآلام والعنف. يستحق الشعب السوري السلام. وندعو نظام الأسد إلى الالتزام بالمشاركة في اجتماعات اللجنة الدستورية بحسن نية.
ونشدد على دعوتنا إلى وقف أعمال العنف في شمال غرب سوريا، إذ قد تتصاعد الأحداث بين الفصائل المتناحرة – والتي كانت متفرقة حتى الآن – وتتحول إلى قتال واسع النطاق. ينبغي أن توافق كافة الأطراف على وقف إطلاق نار شامل على مستوى البلاد يحمي المدنيين من العنف وتنفيذه. وتحث الولايات المتحدة على الوقف الفوري للتصعيد في شمال سوريا، فنحن نشعر بقلق بالغ إزاء الأعمال العسكرية الأخيرة التي تزعزع استقرار المنطقة وتهدد هدفنا المشترك المتمثل بمحاربة داعش وتعرض المدنيين والأفراد الأمريكيين للخطر.
وبينما نعمل من أجل تحقيق سلام مستدام، ينبغي أن نعالج الوضع في مخيمي الهول وروج اللذين يأويا الآلاف من مواطني الدول الثالثة، وكذلك وضع مراكز الاحتجاز في شمال شرق سوريا. وكما سمعنا للتو، أبلغ المبعوث الخاص أن أعمال العنف تنتشر في هذين المخيمين ويكبر آلاف الأطفال الضعفاء هناك بدون أي تعليم أو خدمات أساسية أخرى. ونعلم أيضا أن تنظيم داعش يستهدف المخيمين ومرافق الاحتجاز هذه، مما يؤكد الحاجة الملحة إلى تسهيل العودة الطوعية والآمنة والكريمة وعودة المحتجزين إلى أوطانهم الأم، وهو أمر ندعو كافة الدول إلى دعمه.
ثالثا، يتحمل هذا المجلس مسؤولية كبيرة لمعالجة الأزمة الإنسانية في سوريا، وهي أخطر من أي وقت مضى بعد مرور 11 عاما على هذا الصراع. لقد تفاقمت هذه الأزمة الإنسانية بسبب تصاعد أعمال العنف في مختلف أنحاء البلاد وتفشي الكوليرا المتزايد وبداية فصل الشتاء. نحن نعلم أن المساعدات عبر الحدود وعبر الخطوط وجهود الإنعاش المبكر ضرورية لتلبية الاحتياجات الميدانية ونرحب بالتقارير الواردة من مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة والتي تفيد بأن المساعدات الإنسانية عبر الحدود تصل إلى أكثر الفئات ضعفا وقد ازدادت عمليات التسليم عبر الخطوط من حيث التواتر والنطاق. ورحبنا أيضا بتقارير التنفيذ الوطني لمشاريع التعافي المبكر المصممة لزيادة كفاءة وصول السوريين المحتاجين إلى الخدمات الأساسية.
لقد نفذت الولايات المتحدة التزامنا بتمويل أنشطة الإنعاش المبكر، بما في ذلك من خلال المساهمات في صندوق الأمم المتحدة المشترك. لقد عملت الأمم المتحدة بين كانون الثاني/يناير وأيلول/سبتمبر من هذا العام على برمجة أكثر من 500 مليون دولار في 374 مشروع إنعاش مبكر، وقد غطت هذه المشاريع المحافظات السورية الـ14 كلها، ولا يمكن لأحد أن ينكر أن ذلك يمثل تقدما حقيقيا في مجال التعافي المبكر، وقد استفاد منه أكثر من 2,4 مليون سوري بشكل مباشر.
إن الادعاءات التي لا أساس لها لنسب الأزمة الإنسانية إلى العقوبات والتمويل الغربي الباهت كما يزعمون وأوجه القصور المزعومة في برامج التعافي المبكر هي معلومات خاطئة متعمدة وخبيثة. ليست إلا مجرد إلهاء خطير مصمم لتحويل التركيز عن القضية الحقيقية المطروحة، ألا وهي تجديد آلية عبور الحدود في سوريا.
وأخيرا، مع انتشار تفشي الكوليرا وبدء فصل الشتاء القارس، لم تكن الآلية عبر الحدود يوما بهذا القدر من الأهمية كما هي اليوم. سننقذ الأرواح إذا اجتمعنا واتخذنا القرار الصائب. الأمر واضح وبسيط. يجب أن نضمن استمرار تقديم المساعدات الإنسانية بشكل شفاف وفعال وغير سياسي إلى ملايين السوريين الذين هم بأمس الحاجة إليها. هذا ليس قرار سياسي، بل هو مبني على الحاجات الميدانية.
لقد سمعنا مرارا وتكرارا تصريحات خبراء داخل سوريا وخارجها عن أن هذه العملية عبر الحدود هي الفارق بين الحياة والموت. يمثل استمرار هذه العملية واجبا أخلاقيا على غرار ما قاله الأمين العام أمام هذا المجلس الصيف الماضي. لا يمكن أن تلغي محاولات التركيز على مسائل لا تتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية وضوح الخيار الموضوع أمامنا. وينبغي أن يتحرك هذا المجلس في الأسابيع الستة المقبلة لمواصلة الآلية وفقا لقرار مجلس الأمن 2642.
حضرات الزملاء، لن يتم حل التحديات الأربعة التي طرحتها اليوم بين ليلة وضحاها، ولكننا نتحمل مسؤولية القيام بكل ما في وسعنا لدفع التقدم وبناء مستقبل أكثر عدلا وسلما وأمانا للشعب السوري بصفتنا أعضاء في هذا المجلس.
شكرا سيدتي الرئيسة.
للاطلاع على النص الأصلي: https://usun.usmission.gov/remarks-by-ambassador-linda-thomas-greenfield-at-a-un-security-council-briefing-on-syria-4/
هذه الترجمة هي خدمة مجانية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الانجليزي الأصلي هو النص الرسمي.